يمر الإنسان بالعديد من المراحل في حياته، وفي كل مرحلة يتعلم شيئا جديد مع اختلاف التجارب، وتعد فترة الجامعة أحد أهم هذه المراحل التي تعمل على إضافة العديد من المهارات والخبرات والعلاقات في حياة الطالب الجامعي؛ ففيها يمكن أن يكتشف ذاته وأهدافه، وفيها أيضا يمكن أن تدفن أحلامه وطموحاته! فكيف يمكن أن تستغل فترة الجامعة؟ هذا ما ستعرفه في هذا المقال.
1/تحدث مع نفسك أولا:
السؤال الذي يجب أن تسأله لنفسك: هل أنت دخلت الجامعة من أجل هدف معين، بمعنى أن لديك رغبة تريد تحقيقها؟ أم أنك دخلت لمجرد أن الجميع يمرون بهذه المرحلة، أو لأن معدلك أجبرك على الدخول لكلية غير التي تريدها؟.
إذا كانت إجابتك بأنك دخلت الجامعة ولك هدف محدد مثل أن تصبح طبيب أسنان معروف، أو باحث كيميائي له العديد من الأبحاث، أو رسام مشهور، فأنت في الطريق الصحيح وكل ما تحتاجه هو الاستمرار والتطوير من نفسك ومهاراتك والبحث عن معارف إضافية حتى تستغل فترة الجامعة.
أما إذا كنت من النوع الثاني الذي يجد نفسه يقرأ والسنوات تمضي دون أن يحقق شيئا يذكر! فأنا أنصحك بالتوقف لحظة ومحاولة إسعاف نفسك قبل فوات الأوان.
قد يتساءل البعض الأن، إذن ماذا أفعل؟ وهنا سأمنحك بعض النصائح:
إذا كان لديك كلية معينة ترغب في دخولها بشدة ولم تستطع الالتحاق بها بسبب نسبتك فأنصحك بإعادة السنة الدراسية إن كنت تثق بقدرتك على الوصول إلى الدرجة المطلوبة منك، أما إذا لم تكن تريد الإعادة فيمكنك الدخول إلى مجال قريب من المجال الذي ترغب بدراسته أو التقديم لمنحة دراسية للدراسة في الخارج بعد إعداد نفسك لها من ناحية اللغة وتجهيز الأوراق المطلوبة منك.
بالنسبة لك كشخص درس مجالا لا يرغب به وتتساءل كيف تستغل فترة الجامعة، أو حتى تريد الاستفادة القصوى من هذه الفترة، فيمكنك تطبيق هذه النصائح:
2/ابدأ في تحسين لغتك الإنجليزية:
يمكن أن تستغل فترة الجامعة بتعلم لغة ثانية وهذا الأمر سيساعدك في توسيع فرص العمل والسفر، وفهم الثقافات المختلفة، وتعلم المهارات من مصادرها الأصلية، وحتى المساعدة في شحذ عقلك.
كلنا ندرك أن تعلم اللغة الإنجليزية أصبح أمر مفروغا منه؛ فالعالم كله بات يتعامل بها.
هذه روابط لأفضل القنوات التي تعلم اللغة الإنجليزية:
3/تعلم المهارات الحياتية:
أنت الأن أصبحت شخصا مستقلا بذاتك وكجزء أساسي من هذا الاستقلال هو تعلم المهارات الحياتية الأساسية سوى كانت إدارة الوقت، أو التحكم في النفقات، أو اتخاذ القرارات، لأن الجامعة هي الوقت الذي ستضطر فيه إلى تحمل المزيد من المسؤولية.
4/الانضباط الذاتي:
مع وجود العديد من الأشياء المغرية في الجامعة، كالمنتديات والفعاليات والمجموعات الثقافية والخروج مع الأصدقاء، من المهم أن تعرف حدودك؛ لذا اسأل نفسك هل ستتمكن حقًا من متابعتها جميعها بالإضافة إلى مذاكرة دروسك وتحمل المسؤوليات الأخرى؟.
يعد الانضباط الذاتي في قول ” لا ” لبعض الأشياء أمر مهم جدا سيخدمك في الجامعة وخارجها.
5/إدارة الوقت:
أن يكون يومك أقل تنظيما وجدولك مليئا بالمهام التي لا تستطيع إنجازها فهذا لن يجعل تستغل فترة الجامعة بصورة أمثل وستقع في العديد من الضغوطات والتوتر المستمر، لذا يتعين عليك تحسين هذه المهارة بشكل أكبر خاصة مع كثرة الفرص التي ستمر عليك، وسيكون من الضروري أن تدير وقتك جيدا لتظل على رأس عملك وتستمتع بوقتك على أكمل وجه.
شاهد هذا الفيديو: 8 نصائح لتوفير المزيد من الوقت
6/استغلال الفرص:
لا تكن شخصا منطويا على نفسك، أو شخصا أكاديميا لا يهمه فقط سوى الدراسة دون منح نفسه فرصة لاستكشاف هذا العالم الجديد من حوله، إن وجدت فرصة للتدرب في مجالك فلا تتردد، إن كان لديك فرصة لتعلم مهارات جديدة فاستغلها على الفور، إذا وجدت فرصة للعمل في دوام جزئي بحيث يمكنك تعلم شيء جديد منه أو الاعتماد على نفسك من خلاله فلا تخشى من الأمر وحاول تنظيم وقتك بينه وبين الدراسة، تذكر الفرص الثمينة قد تأتيك مرة واحدة فقط!.
7/التعلم الذاتي بوابتك لتطوير نفسك:
يقول الكاتب أوسكار وايلد:” التعليم شيء رائع فعلا، لكن من الجيد أن نتذكر من وقت لآخر، أن جميع الأشياء التي تستحق، لا يمكن لأحد أن يعلمها لك! “.
الجامعة لن تمنحك جميع المعلومات التي ستحتاج لها سواء كان ذلك في المجال الأكاديمي الذي تدرسه أو المجالات الأخرى، كن شخصا شغوفا محبا للتعلم وابحث بنفسك عن مصادر إضافية تمنحك معرفة أكثر وتميزك عن الآخرين.
8/تعلم الاعتماد على نفسك:
سيسأل البعض: أنا لا أجد وقت للعمل والدراسة معا، فكيف يمكنني الاعتماد على نفسي؟ والإجابة هي في ” العمل الحر” أو كما هو معروف بالفريلانسر.
من خلال العمل الحر يمكنك امتهان وظيفة والعمل من منزلك وفي الوقت المُناسب لك، لذا لا تتردد في تعلم مهارة والدخول إلى مجال الفريلانسر.
في هذه القناة يمكنكم تعلم كل أساليب الربح من الإنترنت والعمل الأونلاين، رابط الدخول إليها من هنا.
9/تعلم لغات المستقبل:
العالم يمضي بوتيرة سريعة خاصة في جانب التقنيات الحديثة والتكنولوجيا؛ لذا أصبح من الضروري تعلم علوم الكمبيوتر ولغات البرمجة والبحث أكثر عن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في المجالات التي تدرسها.
ما هو أفضل، التخرج بامتياز أم الخبرة؟
بالنسبة لهذا السؤال فأنا سأخبركم بقصتي باختصار حتى تستفيدوا منها، عندما دخلت الجامعة كان همي الأول والأخير هو التخرج من الجامعة بمعدل امتياز حتى استطيع التقديم للمنح الدراسية واستكمال الماجستير بالخارج، لكنني انحرفت عن هدفي قليلا ولم استطع الحصول على معدل امتياز في سنتي الأولى من الجامعة ولا في السنة الثانية أيضا وبما أن جامعتنا تعمل بنظام المعدل التراكمي كان يلزمني الحصول على معدل فصلي عالي عدة مرات حتى أتخرج بامتياز وقد نجحت في فعل ذلك وأصبح يفصلني عن هدفي معدل بسيط جدا، لكن بسبب الأوضاع السيئة في تلك الفترة كان علي البحث عن عمل حتى أعتمد على نفسي وقد وفقني الله في الحصول على وظيفة في سنتي الأخيرة من الجامعة ككاتبة محتوى.
كانت الوظيفة تأخذ نصف وقتي والنصف الآخر أخصصه للدراسة وقد ترددت في تركها عدة مرات لكنني لم أفعل ذلك، وعندما جاء الامتحان النهائي بعد جهد وعناء استطعت الحصول على معدل فصلي بتقدير امتياز لكنه لم يساعد في جعل معدلي التراكمي وهو المعدل المعتمد لدينا من الوصول إلى درجة الامتياز وقد فصلني عنه درجتين فقط!.
الأن لا يسعني سوى الضحك كلما تذكرت بكائي الشديد يوم إعلان النتيجة النهائية فبعد مرور هذا الوقت أدركت كم كان تفكيري سطحيا، كما أدركتُ أنه لا يوجد فرق إن تخرجت بمعدل امتياز أو جيد بل المهم هو الحصول على المعرفة والخبرة العملية والقدرة على توظيف المعلومات التي حصلت عليها.
صحيح أني لم أصل إلى هدفي لكنني تخرجت وقد حصلت على العديد من الخبرات وتعلمت العديد من المهارات الحياتية وتعرفت على طبيعة السوق والأعمال، كما أصبحت قادرة على الاعتماد على نفسي وهذا هو الأهم.
وأنت أيضا يمكنك سؤال نفسك هذه الأسئلة والتفكير جيدا قبل الإجابة عليها:
- هل تريد المواصلة في الجانب الأكاديمي بعد التخرج من الجامعة؟
- ما هي الامتيازات التي ستحصل عليها إذا تخرجت بمعدل امتياز؟
- وما هو الأهم بالنسبة للمجال الذي تدرس فيه هل هو المعدل الدراسي أم الخبرة أم الاثنان معا؟
كن صريحا مع نفسك وفكر في الأمر بروية.
مجموعة من النصائح الأكاديمية:
سأقدم لكم بعض النصائح التي ستُساعدكم في المذاكرة وتمكنكم من الحصول على معدل عالي:
- تعلم مهارة التلخيص فهي ستفيدك في حفظ المعلومات المهمة التي يقولها المحاضر أثناء الدروس.
- لا تغب كثيرا عن الجامعة حتى لا تفوتك الدروس المهمة، خاصة إذا كان للحضور درجات.
- استفد من الوقت الذي تقضيه في المواصلات العامة في تعلم شيء جديد أو تقوية مهارة الاستماع أو مذاكرة الدروس التي لم تستطع الاطلاع عليها.
- تجنب الغش والخداع في الامتحانات وكن مثالا يحتذى به.
- ساعد زملائك إن كنت جيدا في مادة ما، كما يمكنك المشاركة في المجموعات الدراسية بين الحين لآخر.
- تعلم المهارات الأكاديمية كمهارات البحث وكتابة البحوث العلمية وغيرها.
- ذاكر دروسك بذكاء وليس بجهد وتعلم إدارة وقتك.
اقرأ أيضا: ملخص كورس تعلم كيف تتعلم
مجموعة من النصائح الأخرى:
- تعود على الاستيقاظ مبكرا وصلي الصبح حاضرا.
- تناول إفطارك في وقته فصحتك هي الأهم.
- لا تقارن نفسك بالآخرين خاصة من الناحية المادية، كن كما أنت ولا تحاول التصنع.
- لا تحبس نفسك في قوقعة الدراسة فقط، بل تفاعل مع زملائك وشارك في الفعاليات المختلفة.
- ابتعد عن أصحاب السوء؛ فشخصيتك ستتأثر بهم لا محالة.
- حاول التخلص من الأشياء التي تسبب لك ضغط نفسي ولا تهملها. إذا كنت خائفا من امتحان ما ذاكر له جيدا، إذا لم تفهم أي مادة ألجأ إلى أصدقائك، إذا كنت تتعرض للتنمر اطلب المساعدة ولا تصمت عن الأمر، إذا تأخرت سنة عن زملائك اسأل نفسك هل هذا سيوقف حياتك بالكامل؟ كن جيدا في تقدير الأمور من حولك.
- ابتعد عن العادات السيئة كالتدخين وحافظ على صلاتك في وقتها ولا تنسى قراءة القرآن.
- تعلم المرونة النفسية، لا تقل أني لا أستطيع الحفظ أو الحصول على درجات عالية فقدرات عقلك ليس لها حدود لذا لا تحاول تقيد نفسك بنمط معين وتقبل الانتقادات البنّاءة التي تدفعك للتغير نحو الأفضل.
- الجامعة أفضل مكان لبناء العلاقات، ولكن ما أقصده هنا هي العلاقات الاجتماعية وعلاقات الصداقة القوية التي يجب أن تكون فيها شخصا مؤثرا وناصحا وداعما للآخرين.
يمكنكم الإطلاع أيضا على: ماذا تفعل بعد التخرج من الجامعة؟