أهمية التعلم الذاتي ودوره في تطوير مهاراتك وتحقيق أهدافك
أهمية التعلم الذاتي تكمن في دوره الفعّال في تنمية الفرد والمجتمع من خلال إكسابه مجموعة من المهارات والخبرات وجعله مجتمعا منتجا يسعى الجميع فيه لتحقيق التنمية المجتمعية.
محتوى المقال:
المقدمة
مشكلة النظام التعليمي
ما هو التعلم الذاتي
أهمية التعلم الذاتي
فوائد التعلم الذاتي للطلاب
التعلم الذاتي الفائق
مهارات التعلم الذاتي الفائق
البعض منكم ينتظر بشوق اللحظة التي سيتخرج فيها من الجامعة حتى يتوقف عن قراءة أكوام الكتب والمراجع التي تؤرق مضجعه وتلقي في قلبه الهموم، أليس كذلك؟
في الحقيقة لقد جربت هذه اللحظة لأني تخرجت من الجامعة قبل فترة، تحديدا في نهاية عام 2020، لكن أتدرون بما شعرت؟!
إنه شعور بالفراغ والضياع أيضا، طبعا ليس حبا في الجامعة أو بعدا عن الدراسة، بل لأني لم أعد أتذكر الكثير من الكتب والمعلومات التي سهرت على دراستها طوال الليل!.
بدا الأمر مزعجا جدا، فتساءلت لماذا نحن لا نتذكر المعلومات التي ندرسها طوال رحلتنا التعليمية بسهولة؟! ولماذا لا نجد أغلب ما درسناه عندما ندخل في سوق العمل أو نخوض في مجالات الحياة المختلفة؟ على الرغم أن هنالك مهن كالطب مثلا تتطلب منا دراية كاملة بالمجال.
لكن على الرغم من حجم الأموال الطائلة التي تصرفها العائلات في تعليم أبنائها إلا أن المحصلة لا تتناسب مع كل هذا الجهد فنسبة كبيرة من الخريجين لا يجدون فرص عمل في المجال الذي درسوه وقد ينضمون إلى صفوف البطالة أو ينخرطون في أعمال صغيرة ومعها تتبخر المعلومات التي درسوها لمدة سنوات خصمت من أعمارهم!. إذن، هل المشكلة في النظام التعليمي الذي تتبعه معظم الدول؟ أم المشكلة تكمن فينا نحن؟
لو تعمقنا في مشكلة النظام التعليمي فسنجدها تنحصر في ثلاثة أسباب رئيسية:
أولا: النظام التعليمي في العالم العربي يقوم على مسألة التلقين والحفظ؛ فنجد الطالب يحفظ قدرا كبيرا من المعلومات دون معرفة المخرجات التي ستأتي منها! حتى أغلب البحوث العلمية لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه لا تأتي لنا باكتشافات جديدة وإنما هي إعادة صياغة للمعلومات الموجودة آنفا.
ثانيا: انفصال المنهج التعليمي عن سوق العمل، فأول ما سيتفاجأ منه الطالب بعد تخرجه من الجامعة أن متطلبات السوق تختلف تماما عن ما درسه في السنوات الماضية، لذلك يقال دائما هنالك العديد من المهارات الحياتية التي لن تتعلمها في الجامعة.
ثالثا: عدم مواكبة نظامنا التعليمي للتطورات في العصر الحديث، ولعل من أبرز هذه التطورات التي يجب أخذها في عين الاعتبار الذكاء الاصطناعي؛ فالعديد من المهن أصبحت تعتمد عليه وقد تندثر الكثير من الوظائف في المستقبل بينما نحن نستمر بتدريسها في الجامعات!.
النظام التعليمي يحتاج إلى مواكبة التطور الذي يحدث في هذا العصر بداية من تأهيل المعلمين إلى تحسين طرق التعليم الحديثة.
لكن هل علينا الانتظار إلى حين تغيير هذه الأنظمة التعليمية أم البدء بتغيير أنفسنا أولا؟ فكما تعلمون نسبة المنافسة في السوق أصبحت عالية جدا وتزيد هذه النسبة إذا انتقلنا إلى الأسواق الأجنبية.
لذا فإن أنسب حل هو البدء في مواكبة هذا التطور الذي يحدث في العالم الخارجي بأنفسنا دون الاعتماد على أحد وهذا ما يسمى بالتعلم الذاتي.
مفهوم التعلم الذاتي:
هو طريقة التعلم بنفسك أو الاعتماد على الذات من خلال اكتساب المعرفة والمهارات من المصادر المختلفة، يركز هذا النوع من التعلم على إلزام المرء بالتعلم الموجه ذاتيًا، على عكس التعلم الموجه حيث يقوم الآخرون مثل المعلمين أو أولياء الأمور أو المدربين بتأسيس عملية التعلم وتوجيه الطالب عبر منظومة تعليمية.
التعلم الذاتي هو فعل التدريس الذاتي من خلال الدراسة المستقلة إنه يعني التعلم بمفردك، دون أن يكون هناك أي شخص ليعلمك بالضبط ما تحتاج إلى معرفته في وقت معين، وهذا هو سبب أهمية أن يتحلى الطلاب بالدوافع الذاتية وأن يكونوا متعطشين للمعرفة.
أهمية أن تصبح متعلما ذاتيا:
يتعين على معظمنا الذهاب إلى المدرسة والحصول على عدة سنوات من التعليم نتعلم خلالها مواضيع مختلفة، لكننا نادرًا ما نستخدمها في الحياة الواقعية ما لم تطلبها منا الوظيفة، لذا من الجيد الاستمرار في التعلم حتى عندما تعمل بدوام كامل فلا يتعلق الأمر فقط بالحفاظ على عقلك نشطًا، ولكن أيضًا لأغراض التطوير الذاتي ومواكبة التطور الذي يحدث من حولك.
أيضًا سيساعدك تعلم شيء جديد على النمو كفرد ويسمح لك باكتساب المزيد من المهارات التي يمكن استخدامها في الوظائف أو المشاريع التجارية المستقبلية.
التعلم الذاتي هو مفتاح النجاح وهو حل رائع للمشكلات سيساعدك على التعلم من أخطائك، كما يمكنك بسهولة إيجاد حلول لها، ولكن عندما تحاول حلها بنفسك ستلاحظ أن لكل مشكلة نهجها الفريد وستزيد من قدرة تركيزك على المهمة المطروحة إذا لم يكن لديك معلم يقوم بإلهائك من وقت لآخر ببعض الأسئلة أو المهام الأخرى، والتي لا تتعلق بما هو موجود.
فوائد التعلم الذاتي للطلاب:
يمكن القول أن التعلم الذاتي يساعد الطلاب سواء كانوا في مرحلة المدرسة أو المرحلة الجامعية على زيادة الوعي لديهم ورفع أدراكهم للدروس والمشكلات من حولهم، ولعل أبرز فوائده:
- يساعد الطالب على التعلم بصورة أكثر فعالية بسبب تعوده على البحث عن المعلومات لوحده.
- يكتسب المتعلم الذاتي مهارات أكثر من غيره.
- يضحي الطالب ملما بجميع جوانب المجال أو التخصص الذي يدرسه.
- يصبح للمتعلم الذاتي قدرة على التفكير بشكل أوسع.
- تعزيز قدرات الطلاب وزيادة فرصهم في سوق العمل.
- زيادة ثقة الطالب بنفسه بسبب أن عملية التعلم الذاتي تجعله مستقلا وقادرا على تعلم أشياء جديدة دون مساعدة من أحد.
- التعلم الذاتي يجعل الطالب فضوليا أكثر بسبب اختياره لأشياء يهتم بها ويسعى لتعلمها وتطويرها.
التعلم الذاتي الفائق:
من أنسب الطرق للتطور واكتساب معلومات ومهارات جديدة والتي أثبتت فعاليتها في الفترة السابقة هو التعلم الذاتي، لكن سأتحدث لكم الأن عن ” التعلم الذاتي الفائق “ وهو مفهوم موجود في كتاب Ultralearning أو التعلم الفائق للكاتب سكوت يونج وقد شرح هذا النوع من التعلم في مقالة موجودة في موقعه.
نشأ هذا المفهوم بسبب أن التعلم الذاتي يحتاج إلى منهجية تعلم؛ فالانقطاع المستمر عنه وعدم الانضباط لا يسمح بالاستفادة الكاملة مما نتعلمه، فكم من مرة بدأت خطة تعلم لغة جديدة بنفسك لكن توقفت في منتصف الطريق؟.
مفهوم التعلم الذاتي الفائق:
يقول الكاتب أن التعلم الفائق هو مصطلح يشير إلى التعلم الذاتي العميق والمركَّز لتعلم أشياء صعبة في وقت محدد، وهذا النوع من التعليم يتيح لك:
- اكتساب المهارات الحياتية المختلفة التي تحتاج لها في سوق العمل.
- تعلم المجالات الصعبة كاللغات وعلوم البرمجة والتقنيات الحديثة اعتمادا على نفسك وفي وقت تحدده أنت.
- ممارسة مهارة التعلم الفائق تعطي أفضلية للمتعلم؛ فهي مهارة يمكن تطبيقها على مختلف المجالات.
- يملك المتعلم المرن والسريع مع مرور الوقت وتقدم التكنولوجيا فرص أكثر من غيره.
الخطوات العملية لاكتساب مهارة التعلم الذاتي الفائق:
- حدد الغاية أو الهدف من كل شيء تريد تعلمه.
- جهز خطة تعليمية بداية من جمع مصادر التعلم الموثوقة أو الكورسات التي عليها إقبال كبير وإشادة من جميع المتعلمين.
- قسم الشيء الذي تريد تعلمه إلى مهام يومية مجدولة تحت مدة زمنية معينة ( مثلا ستشاهد كورس البرمجة لمدة نصف ساعة وستطبق عليه عمليا لمدة نصف ساعة من كل يوم).
- ركز تعليمك في شيء واحد ولا تٌشتت نفسك بالعديد من الأمور.
- ابدأ في تعلم الأساسيات وإن كانت بسيطة ولا تحاول التعمق منذ البداية.
- التطبيق العملي مهم جدا.
- ولا تنسى أن تشارك الشيء الذي تعلمته لأن ذلك سيُساعدك في ترسيخه.
هذا النوع من التعلم الذاتي سيساعدكم جميعا في تعلم مهارات جديدة ولقد بدأت فعليا في تطبيقه وسأشارككم النتائج حين انتهي إن شاء الله، أتمنى أن يكون هذا المقال قد قدم لكم فائدة وأرجو أن تشاركوني جميعا في رايكم حول التعلم الذاتي وأهميته.
إقرأ أيضا مقال: كيف تستغل فترة الجامعة؟