إذا كنت تبحث عن كتاب يدلك إلى طريق الثراء، فكيف ستشعر إذا أخبرتك أن سُكان المدينة التي سنتحدث عنها في كتاب أغنى رجل في بابل أشتهر معظمهم بصفة الثراء بل كانت مدينتهم من أغنى المُدن قديما! وأن النصائح التي ستأخذها هي من أفواه أغنى أغنياء تلك المدينة وبالأخص من أغنى رجل في بابل!
نبذة تاريخية عن بلاد بابل:
تعرف بابل ببلاد سومر وهي تقع بين نهري دجلة والفُرات جنوب بغداد بالعراق، وقد ظهرت فيها الحضارة البابلية وإذا بحثت في صفحات التاريخ القديم، فلن تجد مدينة عاشت ثراء وازدهار مثلما عاشت مدينة بابل! وعلى الرغم من الكنوز والجواهر والمباني العريقة والأراضي الزراعية التي فيها، إلا أنها في الواقع كانت تقع في وادٍ مستو أجدب ولم يكن بها موارد طبيعية أو أحجار للبناء أو مناجم للتنقيب.
لكن ما جعل بابل نموذجا يظل ذكره في التاريخ حتى يومنا هذا هو ذكاء وقدرة السكان على استخدام أي جميع الوسائل لجعلها مورد يدر عليهم بالمنافع والثروات!.
كانت بابل تتمتع بموردين طبيعيين فقط هما:
- الأرض الخصبة.
- المياه الموجودة في نهر الفرات.
لكن المهندسون البابليون أبدعوا في الكثير من الأشياء منها:
- صنع أعظم قنوات للري قادمة من النهر، بالإضافة إلى نظام صرف المياه الموسع.
- الكتابة على الألواح الصلصالية قبل اختراع الورق.
- بناء الأسوار العظيمة المحيطة بالمدينة والتي تعتبر من أبرز العجائب الكائنة في بابل.
- حركة التجارة فيها ودهاء وفطنة التجار في معاملات البيع والشراء.
- كثرة الحرفيون في بابل في مجالات الرسم والنحت وأعمال النسيج والمشغولات الذهبية وصناعة الأسلحة والأدوات الزراعية وصانعو الجواهر.
ومما ذكرنا آنفا فإن أول درس تتعلمه من بابل هو ألا تتعذر بالظروف المحيطة بك وتجعلها عقبة في تحقيق أهدافك.
يقول الكاتب جورج كلاسون في هذا الصدد:
” إن ازدهار أي دولة يعتمد في المقام الأول على الازدهار المالي الشخصي لكل فرد فيها “
ومن خلال سرد كتاب أغنى رجل في بابل لمجموعة من القصص التي يرويها أصحابها عن تجاربهم للوصول إلى الثراء والتي قسمها في عدة فصول، يمكنك التعرّف على المبادئ الأساسية لجني المال والتي يقول الكاتب جورج كلاسون أنها لا تتبدل مع تغير العصور والأزمنة فالمال تحكمه قوانين ثابتة لكنها تتطور مع تطور الإنسان.
الفصل الأول: الرجل الذي كان يحلم بالثراء ” كيف اصبح غنيا؟”
من خلال سرد قصة بانسر الذي كان يحلم بالتخلص من فقره وتكوين ثروة كالثروة التي عند أركاد أغنى رجل في بابل يمكن الخروج بهذه المبادئ المهمة:
1/ لكي تصبح غنيا عليك التفكير أولا مثل الأثرياء، كما عليك معرفة الطُرق التي يكسبون بها المال وكيف تحافظ عليه.
كان بانسر يتساءل دائما لماذا يوجد الكثير من الفقراء وهو واحد منهم في دولة غنية آنذاك كدولة بابل؟!
2/ عليك أن تُفكر أيضا في جعل حياة عائلتك حياة كريمة لا يحتاجون فيها إلى طلب العون من أحد وألا يكون المال الذي تجنيه يكفي لقوت اليوم فقط؛ فالأبناء يسيرون على نهج آبائهم.
3/ تساءل دائما كيف تسخر قوتك ومهاراتك أو أي شيء تملكه في تحقيق المال منه.
4/ ابحث عن المورد المالي الذي سيدر عليك المال باستمرار وأنت جالس في منزلك أو مسافربعيد عن عملك.
5/ من الأسباب التي تجعلك لست ثريا هو أنك لم تسعى إلى الثراء ولم تجعله هدفا في حياتك.
6/ كن شخصا معطاء محبا للخير ووسع من دائرة معارفك.
الفصل الثاني: من هو أغنى رجل في بابل؟
في ملخص كتاب أغنى رجل في بابل ستجد الاجابة…
اسأل نفسك ما الذي يجعل شخصا نشأ في نفس بيئتك ومرّ بنفس الصِعاب أن يحقق الثراء وأنت لا تزال في مكانك؟ وما هي المقومات التي يمتلكها؟ والمقومات التي تحتاجها أنت؟.
وفي هذا الجانب يقول أركاد أغنى رجل في بابل لأصدقائه الذين سألوه كيف اصبح غنيا:” إن السبب في عدم كسبكم لمال أكثر مما يكفي لتعيشوا حياة متواضعة في تلك السنوات التي تلت شبابنا يرجع إلى أنكم قد فشلتم في تعلم القوانين التي تحكم بناء الثروة، أو أنكم لم تلتزموا بها “.
ثم شرع في إخبارهم بالمراحل والتجارب التي مرّ بها حتى كوّن ثروته الضخمة والتي من خلالها تعلم قوانين بناء الثروة وهي:
المرحلة الأولى:
ضعها حلقة في أذنك، إذا أردت أن تحقق ما تسعى إليه فعليك بتحمل أمرين: الوقت والتعلم، أما الوقت فالجميع عجولين بشأنه ويأملون برؤية نتائج جهدهم سريعا دون انتظار، وأما التعلم فهو نوعان:
- الأشياء التي نتعلمها ونعرفها هذا هو التعليم التقليدي.
- الممارسة التي تعلمنا كيف نكتشف ما لا نعرفه وهذه تأتي مع دروس الحياة وتجاربها.
المرحلة الثانية:
قرر في هذه المرحلة أن تصبح غنيا وتساءل كيف يمكن أن تجمع ثروة كبيرة وعندما تكتشف ذلك اجعل مهمتك الأساسية السعي إليها بجد وإتقان.
المرحلة الثالثة:
في هذه المرحلة ستعمل لساعات طويلة دون أن تجني مالا يفيض عن حاجتك، ومن أجل تحسين هذا الوضع
يمكنك العمل بهاتين النصيحتين:
- اعمل بذكاء وليس بجهد.
- ادخر جزء من إيراداتك مهما كانت بسيطة.
قد تتساءل الأن: هل هذا كل شيء؟
نعم، هذا بالضبط ما فعله أركاد في بداياته بعد أن كرر له العجوز الناصح هذا الحديث:” لابد أن تحتفظ بجزء من إيراداتك، ويجب ألا يكون هذا الجزء أقل من العُشر مهما كانت إيراداتك متواضعة؛ فأهم ما ستتعلمه من الادخار هو الاقتصاد في نفقاتك”.
المرحلة الرابعة:
قد تتساءل في هذه المرحلة كيف ستنفق الأموال التي ادخرتها؟
وفي هذا الجانب يقول الكاتب جورج عن أركاد بعد أن أنفق ما ادخره طوال اثنى عشر شهرا في المشروع الخطأ والذي سبب في فقدانه لكل ماله:” قبل الدخول في أي مشروع أو فكرة ما اسأل وخذ النصيحة ممن يملكون خبرة في المجال وليس أي شخص”.
لذلك ستجد أن أركاد بعد أن فشل للمرة الأولى لم ييأس أو يستسلم بل استثمر أمواله التي ادخرها للمرة الثانية في مشروع ناجح حقق منه أرباح ثم ادخل هذه الأرباح في مشاريع أخرى لتنمو وتصبح مصادر للدخل ” موارد مالية ” ومن وقتها أصبح ماله في ازدياد حتى أصبح غنيا بل أغنى رجل في بابل.
بالتالي يمكن من خلال قصة أركاد تعلم هذه القوانين الثلاثة للتعامل مع المال:
1/ تعلم كيف تعيش في نفقات أقل مما تكسب.
2/ اطلب النصيحة فقط من أصحاب الخبرة.
3/ اجعل المال يعمل لصالحك، لا تعمل من أجل المال.
الفصل الثالث: الطرق السبع للتغلب على المحافظ الخاوية.
في هذه المرحلة جمع أركاد مئة رجل لتعليمهم كيفية تجميع المال بعد أن طلب منه ملك المدينة مساعدة سُكان بابل في الحصول على الثروة وعيش حياة كريمة، وقد لخص لهم أركاد خبرته في سبع نصائح سأذكرها لكم بإيجاز:
أولا: ابدأ في ملء محفظتك
يقول أركاد:” من يترك محفظته دائما خالية من المال، يبتعد المال منه ” وهذا هو قانون الجذب الذي يعلمك ادخار بعض المال في محفظتك أو يمكن القول في وقتنا الحالي ادخر جزء من مرتبك أو مصدر دخلك وستقدر على تنظيم حياتك مع مقدار ما تدخره.
ثانيا: تحكم في نفقاتك
ضع ميزانية لنفقاتك الضرورية فقط، ولا تُحاول لمس المال الذي تدخره من أجل إشباع رغباتك.
ثالثا: اعمل على إنماء ثروتك
الأرباح الناتجة من المال المُدخر هي التي ستنشئ لك الثروة لذا اجعل هذا المال ينمو عبر توظيفه في مشاريع توفر لك مورد مالي ثابت ومستمر.
رابعا: حافظ على ثروتك من الضياع
القاعدة الأولى المضمونة في استثمار المال هي حماية رأس المال؛ لذا اطلب النصيحة دائما من أصحاب الخبرة قبل الدخول في مشروع جديد.
خامسا: اجعل منزلك استثمارا مريحا
العيش في منزل تعود ملكيته إليك يقلل لك الكثير من تكاليف الحياة مثل الإيجار وغيره.
سادسا: اضمن دخلا ثابت في المستقبل
في هذا الجانب قال أركاد في وقتها:
” أنه في يوم ما سيأتي رجل حصيف العقل يبتكر طريقة يستطيع أي إنسان أن يتخلى عن ضمان ثروة كبيرة يدخرها لأجل شيخوخته ولأجل حماية عائلته من بعده “
ونحن نعيش الأن في هذا الزمان وفي أيدينا الكثير من الطرق والتقنيات لادخار المال واستثماره من أجل المستقبل.
سابعا: زد من قدرتك على كسب المال
وسوف ألخص لكم بإيجاز نصائح أركاد في هذا الجانب:
- أهدافك ورغباتك لابد أن تكون محددة، لا تكتب مثلا أريد أن اصبح غنيا فقط حدد بالضبط ماذا تريد.
- الثروة تبدأ بمبالغ صغيرة ثم بمبالغ أكبر كلما تعلم الإنسان وأصبح أكثر كفاءة.
- احرص على تعلم المهارات الخاصة بحرفتك أو مجال عملك.
- ضع نصب عينيك أن تكون الأفضل في مجالك.
اقرأ أيضا: أفضل نظام لإدارة المال
الفصل الرابع: كيفية التعامل مع الفرص؟
الحظ السعيد في حقيقته ينتظر ليأتي إلى الشخص الذي يستغل الفرص، أما الشخص المسوف أو المماطل
هو الذي يؤجل القيام بأشياء نافعة إلى وقت آخر، ولا يغتنم الفرصة عندما تأتيه، لذا تذكر دائما الفرص لا تنتظر الإنسان المماطل.
بالإضافة إلى ذلك عليك أن تعتاد على دفع المال فورا عندما تكون مقتنعا بصحة الصفقة التي عقدتها؛ ففي الغالب يميل معظمنا إلى تغيير رائه عندما نكون على صواب بسبب التردد، بدرجة أكبر من تغييرها عندما تكون على خطأ لأننا نميل للعناد وقتها.
الفصل الخامس: القوانين الخمس التي تحكم التعامل مع المال:
- يأتي المال بسهولة وبصور متزايدة عند ادخار ما لا يقل عن عُشر الإيرادات.
- يعمل المال بجد من أجل صاحبه الذي يعمل على إنمائه.
- يبقى المال في حماية صاحبه الذي يستثمره بطريقة صحيحة.
- يفر المال من الشخص الذي يستثمره في الأعمال التي لا يألفها.
- يفر المال من الإنسان معدوم الخبرة في مجال عمله.
الفصل السادس: تاجر الجواهر في بابل
في هذا الفصل ستأخذ نصيحة مهمة وهي:” إذا أردت أن تُساعد صديقا، فافعل هذا بطريقة لا تجعلك تتحمل أعباءه بدلا منك “.
حيث ذكر الكاتب احدى القصص التي ينصح فيها تاجر الملابس الثري صاحبه الذي جاءه في نصيحة بشأن دفع مال المكافئة الذي تعب في جنيه كقرض لزوج أخته غير الحكيم قائلا له:
” أن الحذر القليل خير من الندم الكثير، لا تدفع الأموال التي تعبت في جنيها إلى أحد بدون حكمة وبدون ضمان أن المال سيعود إليك، ابتكر دائما طُرق لمُساعدة غيرك دون أن تضر نفسك أو تتحمل عباءهم”.
الفصل السابع: أسوار بابل
يقول الكاتب جورج كلاسون في هذا الفصل:
أن الإنسان بفطرته يبحث عن الأمان والحماية وقد وجد سُكان بابل هذه الحماية في سورهم العظيم الذي حماهم لسنوات من الأعداء المتربصين لثرواتهم..
وفي عصرنا هذا يتمثل مصدر الحماية في المدخرات الأمانة والاستثمارات الموثوقة.
الفصل الثامن: تاجر الأبل
من هذه القصة يمكنك تذكير نفسك بهذا الأمر المهم:
” ديونك هي أعداؤك وهي العقبات التي تمنعك من التقدم في حياتك “
لذا كن شخصا ذو عزيمة وواجه ديونك بدل الهرب منها.
وفي نهاية ملخص كتاب أغنى رجل في بابل أرجو أنه أجاب على سؤال ” كيف تصبح غنيا؟ “
وبما جاء في الكتاب من نصائح عن المال وطرق إنمائه أقول للأشخاص الذين لا يعترفون بأهمية المال ويعتبرونه وسخ الدنيا:
إن مستقبلك، وأهدافك، وكل مشاريعك الحالية تعتمد على المال؛ لذا لابد من السعي إليه والبحث عن الطُرق الصحيحة لكسبه.
ما رأيكم في كتاب أغنى رجل في بابل؟
يمكنك أيضا الاطلاع على ملخص كتاب فكر وازدد ثراء