ملخص كتاب السماح بالرحيل للكاتب ديفيد هاوكينز -
كتاب السماح بالرحيل

ملخص كتاب السماح بالرحيل للكاتب ديفيد هاوكينز

كتاب السماح بالرحيل “دليلك للتخلص من المشاعر السلبية في حياتك”.


كلنا نبحث عن السعادة ولدينا أساليب كثيرة للترفيه عن أنفسنا وإيجاد مصادر لسعادتنا، لكننا رُغم ذلك نشعر بالحزن وتنتابنا العديد من المخاوف التي تؤثر على قراراتنا في الحياة.

فالمشاعر المتراكمة فينا من مواقف معينة مررنا بها والتي لم يتم التعامل معها بصورة صحيحة والسماح برحيلها لا شك بأنها ستؤثر على طريقة تعاملنا مع مواقف مشابهة!.

كتاب السماح بالرحيل يتحدث عن الأشخاص المشوشين الذين ينغمسون في مشاكلهم ولا يجدون أجوبة لكل تساؤلاتهم، هؤلاء يقول لهم الكاتب أن الخلاص ليس بإيجاد الإجابات، بل بالبحث عن السبب الحقيقي للمشاكل التي يمرون بها ومن ثمة معالجته.

 

ما هي آلية السماح بالرحيل؟

وصف كتاب السماح بالرحيل هذه الآلية بأنها عملية التخلص من المشاعر المختلفة بوعي وبناءً على رغبتنا دون أن يؤثر علينا المحيط من حولنا وكأننا نفقد الوزن بصورة مفاجئة لنشعر بالراحة والخفة والحرية.

الهدف من هذه الطريقة هو اتصالنا بمشاعرنا الداخلية والتعرف على ذواتنا الحقيقية التي كانت غائبة عنا.

وللتوضيح أكثر فإننا في غالب الأحيان نتعامل مع المشاعر بثلاثة طرق تؤدي إلى تعقيدها أكثر:

1/ القمع والكبت

من خلال هاتان الطريقتان فإننا ندفن مشاعرنا ونضعها جانبا حتى نتخلص من الانزعاج الذي يصاحبها، وفي الغالب يحدث الكبت بلا وعي أما القمع فيكون بوعي منا.

هذه المشاعر المقموعة تظهر فيما بعد على صورة مخاوف أو عقد نفسية أو حتى مشاكل صحية تؤثر على أجسادنا!.

2/ التعبير

يسمح لنا التعبير بالتنفيس عن المشاعر من خلال إيجاد شخص نشاركه بها أو إفراغها على الآخرين بصورة عدوانية مما ينتج عنه تدهور في العلاقات أو حتى تدمرها!.

3/ الهروب

الهروب من المشاعر وتجنبها عبر الإلهاء، وهو أساس صناعة التسلية التي تتمثل في إدمان مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب والخمور وغيرها الكثير وهذا يؤدي إلى فقدان الوعي بصورة تدريجية وكبح النضج العاطفي وحتى عدم الثقة بالناس.

يقول ديفيد هاوكينز:” أن السماح بالرحيل يبدأ بتقبل المشاعر التي تصاحب حالاتنا المختلفة دون تهذيب أو تغيير وعدم السماح للأفكار بزيادة السلبية في مشاعرنا ثم التخلص منها ومحاولة نسيانها مع مرور الوقت”.

 

إذن كيف ندرك مشاعرنا ونتعامل معها؟

يقول الكاتب أن الوعي الذاتي يزداد عبر مراقبة المشاعر أكثر من الأفكار، فقد تتولد المئات من الأفكار بسبب شعور واحد لم يتم التعامل معه بصورة صحيحة!.

1/ مراقبة المشاعر دون فعل أي شيء حيالها.

2/ عزل أفكار معينة تأتي بصورة متكررة من أجل التعرف على الشعور المرتبط بها.

3/ تقبل وجود هذه المشاعر بدون مقاومتها أو إدانتها.

4/ تجريد المشاعر من طاقتها من خلال السماح لها بالرحيل.

5/ من بعدها ستختفي كل الأفكار المرتبطة بهذه المشاعر وتحل محلها الفكرة النهائية التي ستعالج الموضوع أو الموقف.

 

مقياس المشاعر:

تحدث ديفيد هاوكينز في كتاب السماح بالرحيل عن مجموعة من المشاعر تنتابنا في كل موقف نمر به حسب درجة النضج والوعي الذاتي التي وصلنا إليها وهي على 16 مستوى تبدأ بمستوى الشعور بالعار وتنتهي بمستوى الوعي بالسلام والذي يصل إليه عدد قليل من الأشخاص، وهم كالتالي :

  • العار

يشعر عادة صاحبها بالذل والخجل وتكون مصاحبة للشعور بالنفي تجاه شيء معين وتؤدي إلى القسوة على الذات والآخرين.

  • الشعور بالذنب

يرغب صحابها في العادة أن يعاقِب أو يُعاقب ويلازمه مشاعر اليأس والقصور وقد يصل بها المرء إلى تبني سلوك انتحاري.

  • اللامبالاة

يرافق هذه المشاعر عبارات مثل ” لا استطيع”، ” ومن يهتم؟ “.

  • الأسى

هو خليط من مشاعر العجز واليأس والخسارة والندم وقد يعجز فيها المرء على الاستمرار.

  • الخوف

صاحب هذه المشاعر شخص انطوائي ودفاعي وغيور لا يتخلى عما يملك ويرى الخطر في كل مكان ولا يحبذ تجربة أشياء جديدة أو الخروج من منطقة الراحة.

  • الرغبة

دائما ما يسعى الشخص إلى الأخذ والاستحواذ والمتعة كما أنه لا يرضى أبدا بما لديه.

  • الغضب

تتغلب هذه المشاعر على الخوف لكن صاحبها يكون شخص انفعالي أو عنيف أو متقلب المزاج ويتصرف في الغالب دون تفكير وروية.

  • الفخر

يركز فيها الشخص على الإنجازات والمميزات ويبحث عن التقدير والكمال كما أنه يرى نفسه أفضل من الآخرين.

  • الشجاعة

يشعر صاحب هذه المشاعر بأنه قادر على تحقيق ما يريد ويكون متحمس للحياة وواثقا من نفسه.

  • الحياد

يصل فيها المرء إلى درجة من الواقعية خالية من الانفعالات والتصرفات الطائشة أو المتسرعة.

  • الاستعداد

هي مشاعر تلازم الشخص الودود الذي يرغب في مساعدة الآخرين دون مقابل.

  • القبول

هذه المشاعر تساعدك في تقبل من حولك واحترامهم رغم وجود الاختلافات فيما بينهم.

  • العقلانية

يمكن من خلالها رؤية الأشياء بصورتها المجردة دون تزييف واتخاذ القرارات الصائبة والقدرة على حل المشكلات.

  • الحب

تبني أسلوب حياة مليء بالتسامح والرعاية والدعم، ويركز المرء فيها على  جوهر الموقف وليس تفاصيله.

  • الفرح

هو حب غير مشروط لا يتغير عادة مع الظروف وقد يصل فيها الشخص إلى  الشعور بالتعاطف مع الجميع وسهولة الاتصال معهم.

  • السلام

هي حالة نادرة في عالم الإنسان يشعر فيها الشخص بالراحة والطمأنينة واكتمال النضج العاطفي.

كلما سمحنا برحيل المشاعر السلبية فإننا نرتقي إلى درجة أعلى نكون فيها قادرين على التعامل مع المواقف المشابهة للمشاعر التي سمحنا لها بالرحيل وقد لا تختفي هذه المشاعر جميعا في مستوى الشجاعة لكننا نكون قادرين على  التعامل معها وحل المشكلات.

 

كيفية الشفاء من الماضٍ؟

بما أن مشاعرنا المقموعة أو المكبوتة في دواخلنا هي من مواقف سابقة مررنا بها فلابد من الغوص في الماضٍ للتخلص منها ومنعها من الظهور في حاضرنا.

هنالك الكثير من ضحايا الألم النفسي الذين مروا بأزمات عاطفية في الماضٍ ولم يستطيعوا التعامل معها لتؤثر على حاضرهم وقدرتهم على الثقة بالنفس أو بالناس، وواحدة من أكثر الطرق فعالية في معالجة الماضٍ هي:

خلق سياق مختلف للمواقف التي مررنا بها، أي إعطاءها معنى آخر غير المعنى الذي يسبب لنا الألم والإرهاق العاطفي ورؤية الجانب الإيجابي لأي صدمة تحدث في حياتنا.

لو افترضنا أن شخصا فقد وظيفته ظُلما وهذه الوظيفة عمل فيها لأكثر من عشرون سنة فبدأ يعيش في حالة من الأسى والغضب واللوم وعدم الثقة بمن حوله، فلو أنه عاد للموقف في الماضٍ وخلق سياقا مختلف لما مرّ به وبدأ في رؤية الجوانب الإيجابية كالتحرر من قيد الوظيفة وقدرته على اكتساب مهارات جديدة أو البحث عن فرص أفضل أو حتى إمكانية بدء مشروعه الخاص فإنه سيتخلص من مشاعره السلبية تدريجيا ويبدأ في رؤية الحياة من منظور آخر.

 

كيف نواجه الخوف ونكتسب الشجاعة للسماح برحيل المشاعر السلبية عبر الآلية التي وضحها كتاب السماح بالرحيل؟

أي فكرة نحملها في أذهاننا ستظهر غالبا في حياتنا وستأخذ الشكل الذي صنعناه لها، وخوفنا الدائم من شيء معين يولد أفكار كثيرة تجعل ما نخشاه يحدث في الحقيقة؛ لذا لابد من التخلص من هذه المخاوف التي تتحكم بنا.

مراتب الخوف:

  • القلق والفزع الذي يأتي من شخص أو موقف معين.
  • الذعر وهو الخوف المستمر الذي يصاحبه خفقان شديد في القلب.
  • الهلع وهو خوف مزمن.
  • جنون الارتياد هو ” أقصى درجات الخوف” ولا يكون فيه الشخص مستقر ومتزنا كما يصاحبه العديد من المشاعر كالتحفظ الشديد، والشعور بالخجل والجُبن والتهديد، وعدم القدرة على الكلام.

علينا أولا أن نتقبل مشاعر الخوف وندرك بأنها جزء من كينونتنا ثم نتخلص من الأفكار التي تغذيه ونستبدلها بأفكار أخرى تسمح لنا بالمضي قُدما.

الشيء الثاني الذي علينا فعله هو اكتساب الشجاعة   للسماح برحيل مشاعر الخوف من خلال مواجهته والسماح بحدوث الأخطاء وتقبلها ومن ثمة الانتقال إلى مرحلة التمكين الذاتي.

في هذه المرحلة يكون الشخص قادرا على تحدي نفسه وتقبلها بكل عيوبها كما بأن مقدروه أن يكون شخص داعم ومشجع للآخرين حتى وإن كانوا في مضمار التنافس دون السماح لمشاعر الحسد والكره والغيرة للدخول بينهم!.

يتحدث الكتاب أيضا عن كيفية قبول الذات وقبول الآخرين والشعور بالحب معهم وتأثير المشاعر السلبية على علاقتنا بمن حولنا، كما تطرق إلى مشاعر الغضب، واللامبالاة التي تنبع من أيماننا بأننا لا نستطيع والاكتئاب الذي قد يصل إليه من لم يجد مهربا من المشاعر السوداوية التي تقتات عليه يوما بعد يوم.

ثمرات آلية السماح بالرحيل:

  • اكتساب النضج العاطفي والنفسي عبر التخلص من المشاعر المقموعة أو المكبوتة.
  • زيادة الثقة بالنفس وتقدير الذات والتي يتلاشى معها الخوف من الحياة.
  • القدرة على حل المشكلات من خلال البحث عن المشاعر الكامنة خلف السؤال بدل البحث عن الإجابات.
  • تغيير طريقة التفكير من ” لا أستطيع” إلى ” أنا استطيع”.
  • تغير أسلوب الحياة عبر التخلي عن مشاعر الغضب والخوف والفخر والشعور بالذنب والصعود إلى مستوى الشجاعة وما بعدها من مستويات.

 

يمكن أن يكون من السهل التحدث عن آلية السماح بالرحيل

لكن تطبيقها بشكل عملي في حياتنا يحتاج منا الكثير من القوة والصبر

وقد يتطلب الأمر شهورا أو سنوات للتخلص من المشاعر السلبية التي تؤثر في حياتنا.

 

يمكنك أن الإطلاع على الملخصات التالية:

ملخص كتاب لا تأكل بمفردك

تلخيص كتاب العادات الذرية

ملخص كتاب فن اللامبالاة

 

 

3 أفكار عن “ملخص كتاب السماح بالرحيل للكاتب ديفيد هاوكينز”

    1. يُشير مصطلح “الأنا” إلى مفهوم الشخصية أو الهوية الفردية التي تنشأ من الارتباط بالذات، ويُعتبر المصدر الأساسي للمعاناة والقلق في الحياة.

      يُنظر إلى “الأنا” ككيان نفسي أو ذاتي يتمركز حول الإحساس بالانفصال عن الآخرين والعالم. فهي تمثل الاعتقاد بأن الفرد هو كيان مستقل ومنفصل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *